أعلن حزب العمال الكردستاني المسلح توقف الانسحاب من الأراضي التركية.
وفي تصعيد غير مبرر قال قائد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني جمال بايك أن حزبه قد جمد انسحابه من الأراضي التركية وأن قواته سترد بعنف وستعود من جديد إلى الأراضي التركية إذا قرر الجيش التركي الهجوم عليهم.
وكانت الحكومة التركية قد توصلت في مارس الماضي إلى اتفاق مع حزب العمال الكردستاني يضمن وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي التركية باتجاه شمال العراق الذي كان قد بدأ بالفعل في مايو. إلا أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال في تصريحات خلال الأسبوع الماضي أن حزب العمال الكردستاني لم يف بوعده بالانسحاب من تركيا وان 20 في المئة فقط من متمردي الحزب يغادرون غالبيتهم نساء واطفال.
وفي جولة من التصريحات العدائية التي تصاعدت بشكل غير مبرر قال حزب العمال الكردستاني ان انقرة أخفقت في اتخاذ خطوات بخلاف وقف التحرك العسكري لانهاء الصراع الذي خلف أكثر من 40 الف قتيلا.
ورغم أن الأحداث في تركيا لم تكن توحي بتصاعد وتيرتها بمثل هذا الشكل، إلا أن العديد من المحللين يرون أن موقف أردوغان الداعم للمسيرة الديمقراطية في مصر، والرافض للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي قد جعل بعض قادة الخليج يقررون إذكاء نيران التوتر داخل الأراضي التركية.
ففي الفترة الماضية عبر ضاحي خلفان تميم عن كراهيته للنظام التركي المقرب من الإسلاميين وحذر من سقوطه أكثر من مرة حيث هاجم الضابط الإماراتي بشدة الزعيم التركي.
وقال خلفان، عبر حسابه في “تويتر” بعد تصريحات انتقد فيها أردوغان شيخ الأزهر ومواقفه المخزية من قتل المصريين، قال خلفان: إن هجوم أردوغان على شيخ الأزهر دليل على فقدانه لأعصابه وجهله بالأزهر ورجاله.
متابعا: إنه “سيسقط بتطاوله على الأزهر ورجالاته.” قائلا له: “أنت الخاسر الأكبر”
وكان أردوغان عبّر عن خيبة أمله بعد ما وقف الأزهر بجانب من سمّاهم الانقلابيين في مصر، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
كما وصف بكاء أردوغان في مقطع الفيديو الذي قيل إنه يبكي فيه متأثراً برثاء القيادي في حزب الحرية والعدالة د. محمد البلتاجي لابنته أسماء، بأنه “فيلم تركي” مُتقن الإخراج.
وأضاف الضابط الإماراتي، في تغريدات لاحقة في أبيات شعرية رديئة: “يريدون يحكم أهل الإسلام أردوغان.. ياليتهم شمروا يبغون خو نورة.. بو متعب (لقب العاهل السعودي الملك عبدالله) اللي له العليا علي الشأن.. القائد اللي أخذ الإسلام دستوره.”
وأضاف خلفان أن تاريخ تركيا في المنطقة العربية أتى بما قال إنه “مردود خرب”، وأردف قائلا: “هناك من العرب من ﻻ يزال عبدا للسلطان التركي. . سياط أتراك قد أدمت ظهرهم.. فقبلوها وباسوا رجل من ضربا.”
ويربط المتابعون بين تصريحات ضاحي خلفان وبين زيارة إلى تركيا قام بها محمد دحلان، المسؤول سيء السمعة في حركة فتح سابقا، والذي يعمل مستشارا لولي عهد أبوظبي (الذي زار مصر داعما للانقلاب قبل يومين)، وهو يُعد أحد مهندسي الانقلاب في مصر.
وكانت مصادر صحفية قبل أيام قد قامت بنشر خبر الزيارة السرية التي قام بها دحلان الى تركيا بجواز سفر يحمل اسماً غير اسمه، حيث التقى خلال الزيارة عدداً من المعارضين الأتراك والأكراد، فيما لم يُعرف ما هي أهداف الزيارة ولا مضمونها، الا أن الترجيحات تشير الى أنها مرتبطة بنية دول خليجية تأليب المعارضة التركية ضد الحكومة ذات التوجه الاسلامي التي يرأسها رجب طيب اردوغان، وذلك عقاباً لها على موقفها من الانقلاب العسكري في مصر.
وبدأت نتائج الزيارة السرية التي التقى خلالها دحلان عدداً من الشخصيات المعارضة، بدأت نتائجها تظهر وتنكشف تدريجياً، مع إعلان الحزب الكردستاني وقف انسحابه من تركيا، كما أعلن حزب الشعب التركي المعارض في نفس الوقت، وبصورة مفاجئة نيته زيارة العاصمة المصرية القاهرة الاسبوع المقبل فيما يبدو دعما للانقلاب العسكري ورفضا لموقع الحكومة التركية.
وتنوي مجموعات تركية معارضة تنظيم مظاهرات في كل المدن التركية منتصف الشهر الجاري.