أصدرت منظمة العفو الدولية أمس الجمعة تقريرًا حول اللاجئين السوريين، قالت فيه إن “دول الخليج تقاعست عن استضافة لاجئ واحد من سوريا في تجاهل مخجل بشكل خاص من جانب دول كان واجبًا عليها أن تكون في طليعة من يقدمون المأوى للسوريين”، مشيرة إلى أن “أكثر من ثلاثة ملايين لاجئًا سوريًا في خمس دول فقط هي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر”.
وقال “شريف السيد علي”، رئيس مدير برنامح حقوق اللاجئين والمهاجرين بمنظمة العفو الدولية، في بيان خاص حول التقرير الصادر قبل أيام قليلة من مؤتمر للمانحين تنظمه الأمم المتحدة من أجل سوريا في جنيف، إنه “من المخزي أن نرى دول الخليج وقد امتنعت تمامًا عن توفير أي فرص لإعادة توطين اللاجئين، إذ ينبغي للروابط اللغوية والدينية أن تضع دول الخليج في مقدمة الدول التي تعرض مأوى آمنًا للاجئين الفارين من الاضطهاد وجرائم الحرب في سوريا”.
مضيفًا: “إذا كان بمقدور بلد صغير كلبنان أن يتعامل باقتصاده الضعيف ومديونيته الكبيرة مع زيادة قوامها ربع سكان البلاد، فلا شك حينها أن بوسع بلدان أخرى بذل المزيد من أجل المساعدة”، مقللاً من أهمية ما تقدمه دول الخليج من أموال: “لا يمكن للبلدان أن تريح ضمائرها من خلال الاكتفاء بدفع مبالغ نقدية ثم تنفض أياديها من الموضوع بكل بساطة”، مع العلم أن الأمم المتحدة طلبت قبل أسابيع من المجتمع الدولي دعمًا ماليًا لمعالجة هذا الملف ودعت الدول غير المتاخمة لسوريا إلى فتح أبوابها وإلى استقبال أعداد أكبر من اللاجئين، غير أنها لم تجد أي تفاعل إيجابي من هذه الدول وعلى رأسها دول الخليج والدول الأوروبية.
ويذكر أن تقريرًا آخر صادرًا عن نفس المنظمة قبل ثلاثة أسابيع، أشاد بالدور الذي تلعبه تركيا لاحتواء اللاجئين السوريين الفارين من الحرب القائمة في سوريا، حيث قال الباحث المختص بتركيا في منظمة العفو الدولية، أندرو غاردنر، أثناء تقديمه للتقرير إن “تركيا قد صرفت ما فيه الكفاية في هذا الإطار، وعلى الأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي القيام بالمزيد”.
كما قال غاردنر إن المنظمة التقت مع أكثر من 300 شخصًا ومؤسسة أثناء إعداد التقرير المعنون بـ “الصراع من أجل البقاء: اللاجئون السوريون إلى تركيا”، وسلطت الضوء على 220 ألف لاجئًا سوريًا يعيشون في المخيمات التركية، و1.3 مليونًا آخرين يعيشون في تركيا خارج المخيمات، مشيرًا إلى أن “85% من اللاجئين السوريين في تركيا يعيشون خارج المخيمات، و15% منهم يتلقون مساعدات بطريقة أو أخرى، وذلك حسب إحصائيات إدارة الطوارئ والكوارث التركية”.
وقد أعلنت المنظمة في نهاية شهر أغسطس الماضي عن وصول عدد اللاجئين والنازحين السوريين إلى 9.5 مليون بعد نحو 3 أعوام ونصف العام على اندلاع الثورة السورية، وقالت: “مع اشتداد الأزمة السورية، سوف يتجاوز عدد اللاجئين السوريين – خارج الحدود – حاجز الثلاثة ملايين شخصًا، وسط تقارير تفيد عن ظروف مروعة على نحو متزايد داخل البلاد، حيث يتعرض السكان في بعض المدن للحصار والجوع فيما يجري استهداف المدنيين أو قتلهم دون تمييز”.