أعلنت إيطاليا حدادا وطنيا على أرواح المهاجرين غير الشرعيين الذين قضوا قبالة سواحل جزيرة “لامبيدوزا” الإيطالية، فحسب التصريحات التي أدلت بها وزيرة الهجرة الإيطالية “سيسليلي كينجي” أمس، سيقف كل طلاب المدارس الإيطالية دقيقة صمت على أرواح القتلى الذين بلغ عددهم حتى الآن 130 شخصاً على الأقل جراء غرق السفينة التي كانت تقل قرابة 500 من المهاجرين الأفارقة، لازال 200 مهم في عداد المفقودين.
ومن جانب آخر وصف الرئيس الإيطالي “جيورجيو نابوليتانو” الحادثة ” بأنها مخجلة ومخيفة”، داعيا السلطات التشريعية في بلاده “إلى إعادة النظر بقوانين الهجرة المعمول بها وإلى التخفيف من شروط استيعاب المهاجرين”، في حين قال آنجيلينو آلفانو وزير الداخلية الإيطالي أنه “يجب على أوروبا أن تلعب دورا أكبر، ويجب عليها القيام بهذا الدور أو التوقف عن القول أنها تبذل جهودا في مجال التعاون فيما بين الدول الأعضاء”، مضيفا: “نحن نريد أن تُعتبر جزيرة لامبيدوزا حدودا لأوروبا وليست حدودا لإيطالية فقط”.
ووقعت الكارثة بعد اقتراب مركب مهترئ، قادم من ليبيا، من سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية وعلى متنه حوالي 500 مهاجر غير شرعي معظمهم قادمون من القرن الإفريقي، وعندما استشعر ركاب السفينة بقرب غرقها قاموا بإشعال النار للفت انتباه حرس السواحل الإيطالية ولطلب النجدة، غير أن النار انتشرت بسرعة في كامل السفينة وأجبرت ركابها على اللجوء إلى البحر، مع العلم بأن السلطات الإيطالية قبضت على مالك السفينة من بين اللاجئين ووجهت له تهمة “تجارة البشر”.
من جهته علق البابا فرنسيس على الحادث منددا بلا مبالاة العالم، كما دعا للصلاة على أرواح الضحايا، واعتبر ما حصل عاراً على العالم، قائلا: “انه عار.. لنوحد جهودنا حتى لا تتكرر مثل هذه الكارثة، التصميم على التعاون بين الجميع يمكن أن يكون رادعاً لهم”.
ويذكر أنَّ حوالي 1500 مهاجر غير شرعي غرق سنة 2011، كما غرق مركب آخر في سبتمبر/ أيلول 2012 وعلى متنه 130 مهاجرًا غير شرعي، وعادة ما يقصد المهاجرون غير الشرعيين جزيرة لمبيدوزا الإيطالية لقرب موقعها من الشواطئ التونسية والليبية.
ولمعالجة الهجرة غير الشرعية عقدت إيطاليا اتفاقيات كثيرة مع حكام شمال إفريقيا قبل ثورات الربيع العربي كان أبرزها ما بين الصديقين العقيد معمر القذافي ورئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني، غير أن هذه الاتفاقيات أبطلت فاعليتها بعد انطلاق الربيع العربي، حيث عمد القذافي بعد اعتراف إيطاليا بالمجلس الوطني الليبي (الممثل للثورة) إلى إرسال أفواج كبيرة من المهاجرين قدرتها السلطات الإيطالية آن ذاك بأكثر من 1600 شخص خلال يومين فقط، في حين بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين منذ بدأ الثورات وحتى مقتل معمر القذافي 37000 مهاجر فضلا عن مئات القتلى.