وعادت سهرات الدوري الإسباني الممتعة

دوري العملاقين

دوري “توم وجيري”، أو دوري الريـال والبارسا، أو دوري العملاقين وسائر الأقزام، سمه ما شئت.. ولكنه يبقى الدوري المحلي الأكثر شعبية في عالم كرة القدم، وكيف لا؟ وهو يضم نخبة نجوم المستديرة بين صفوف عملاقيه العتيدين، الذين أحرزا لوحدهما من الألقاب الأوروبية والعالمية ما يفوق ما أحرزته أندية البريمير ليغ مجتمعة! بل هما يتفوقان برصيدهما في البطولة الأوروبية الأهم “الشامبيونز ليغ” على جميع الدوريات الأوروبية على الإطلاق بـ 15 لقبًا (10 للريـال و5 للبارسا) سبعة منها في الألفية الحالية، فضلاً عن تفوقهما على صعيد اللاعبين، والذي تكرس من خلال احتكارهما جائزة أفضل لاعب في العالم طيلة السنوات الست الأخيرة، عبر نجميهما الشهيرين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.

إضاءة تاريخية

قد لا يعرف الكثيرون أن انطلاقة أولى نسخ الدوري الإسباني قد تأخرت بحوالي الأربعين عامًا عن نظيرتها الإنجليزية، فقد اقتصرت سنوات القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين على إقامة بطولات الأقاليم المحلية إضافةً إلى كأس إسبانيا، حتى عام 1927 عندما طرح خوسيه ماريا آشا رئيس نادي آريناس دي خيشو، فكرة إقامة دوري وطني موحد يشمل أندية جميع أقاليم إسبانيا، وبعد مداولات طويلة امتدت حوالي العامين، اتفق أعضاء “الرابطة الإسبانية الملكية لكرة القدم” على إقامة أول دوري شامل عام 1929 بمشاركة عشرة أنديةٍ اختيرت بناءً على نتائجها في بطولات كأس إسبانيا السابقة، وهي: (برشلونة، ريـال مدريد، أتليتكو مدريد، أتليتك بلباو، ريـال سوسيداد، إسبانيول، ريـال يونيون، راسينغ سانتاندر، أوروبا، وآريناس دي خيشو)، وفاز به حينها نادي برشلونة.

ولن تحتاروا كثيرًا في معرفة متصدر السجل التاريخي لأبطال الليغا، فهو بالطبع أحد العملاقين ريـال مدريد، الذي فاز بالدوري 32 مرة، مقابل 23 لقبًا لغريمه برشلونة، وهما بذلك احتكرا مجتمعين 55 لقبًا من ألقاب الليغا البالغ عددها 84 منذ تأسيسها، تاركين 29 لقبًا فحسب لبقية الأندية، توزعت بينهم كالتالي: 10 لأتلتيكو مدريد، 8 لأتليتك بلباو، 6 لفالنسيا، 2 لريـال سوسيداد، ولقب يتيم لكل من ريـال بيتيس وإشبيلية ولاكورونيا، علمًا بأن أربعة ألقاب فقط أفلتت من قبضة (توم وجيري) في الألفية الحالية التي أحرز العملاق الكاتالوني سبعةً من ألقابها مقابل خمسةً لنده الملكي.

وبالحديث عن الموسم الماضي، نذكر أن البارسا توج بلقبه بعد جمعه 94 نقطة، متفوقًا بنقطتين فقط عن غريمه الملكي الثاني وبـ16 نقطة كاملة عن أتليتكو مدريد الثالث، فيما توزعت الألقاب الفردية بين نجوم العملاقين، ففاز نجم الريال البرتغالي كريستيانو رونالدو بلقب هداف الدوري “البيشيشي” برصيد 48 هدفًا، وحارس البارسا التشيلي كلاوديو برافو بلقب “زامورا” لأفضل حارس، فيما ذهب لقب أفضل هداف إسباني “زارا” لمهاجم بلباو أريدز آدوريز برصيد 18 هدفًا.

الموسم الجديد من الليغا

فيما يلي استعراض لجميع فرق الدوري الإسباني في الموسم الجديد 2015-2016، نتعرف من خلاله على أبرز نجومها ومستجدات سوق الانتقالات فيها، إضافةً لتقييم حظوظها في المنافسة:

 برشلونة

رغم خسارته لقب السوبر الإسباني أمام بلباو بعد أيام من فوزه بالسوبر الأوروبي، لا يعتري جمهور البارسا أي شك حيال جاهزية كتيبة نجومه لتكرار إنجازات الموسم الماضي تحت قيادة لويس إنريكة، الذي سيجد نفسه مجبرًا على خوض مرحلة الذهاب كاملةً بنفس تشكيلته السابقة دون أي تدعيم بسبب عقوبة الفيفا، حيث سيضطر الوافدان الجديدان أردا توران وأليكس فيدال اللذان عوضا رحيل تشافي ومونتويا، للانتظار حتى مرحلة الإياب كي ينضما إلى ميسي ونيمار وسواريز وإنييستا وبيكيه وبقية أعضاء جوقة البلوغرانا الذهبية.
    
ريـال مدريد

بمدربٍ جديد وطموحٍ شديد للعودة إلى درب البطولات السديد، يدخل الميرينغي معترك الموسم الحالي تحت قيادة ابن النادي رافا بينيتيز، الذي تصدى للمهمة الصعبة والأمل يحدوه بصناعة ربيع ملكي جديد، مع نجوم من طينة رونالدو وخاميس وبيل وراموس ومودريتش، إضافةً إلى القادمين الجدد دانييلو وكاسيميرو وكاسيا وفاسكيز وكوفاسيتش، الذين سيحاولون تعويض رحيل كل من القديس كاسياس وخضيرة وتشيشاريتو.
    
أتليتكو مدريد
 
لا شك في أن الفريق المقلم بتعزيزاته الجديدة الممتازة، سيكون أبرز المرشحين لمزاحمة العملاقين على اللقب، فأبناء سيميوني بقيادة غريزمان وكوكي وغودين والجدد كاراسكو وسافيتش وفييتو وجاكسون مارتنيز إضافة للعائدين فيليبي لويس وأوليفر توريس، قادرون على تجاوز رحيل أردا توران وميراندا وماريو سواريز ومانزوكيتش.
    
فالنسيا

 لن يتعدى طموح خفافيش الميستايا البقاء ضمن رباعي المقدمة، مع تشكيلة لم يتم تدعيمها بما يكفي، وخاصة مع رحيل أوتامندي، رغم احتفاظ المدرب نونو سانتو بأبرز لاعبيه كباريخو وغايا وغوميز وفيغولي، وضم بعض المغمورين كبقالي ومينا ورايان.
    
إشبيلية

 رغم إحرازه لقب الدوري الأوروبي الموسم الماضي، من الصعب أن يقتحم أبناء أوناي إيمري غمار المنافسة على اللقب، مع تفريطهم بنجوم كباكا ومبيا وفيدال، رغم احتفاظهم ببانيغا وكريشوفياك وفيتولو، واستقدامهم لكونوبليانكا وإيموبيلي وعادل رامي.
    
فياريـال

 لن يكون فريق الغواصات الصفراء بقيادة مارسيلينو مطالبًا بأكثر من البقاء ضمن المناطق الدافئة، مع ميزانية محدودة أرغمتهم على التخلي عن أبرز عناصرهم كفييتو وتشيرتشيف ودوس سانتوس، مقابل المجيء بسولدادو وبابتيستاو وكاستييخو وسامو.
    
أتليتك بلباو

 بإحرازه لقب السوبر الإسباني على حساب البارسا مؤخرًا، أثبت أسود الباسك بقيادة فالفيردي أنهم عادوا ليصبحوا رقمًا صعبًا وخصمًا مزعجًا لكل من يزور ملعبهم سان ماميس، مع احتفاظهم بأركان تشكيلتهم كآدوريز ولابورت وبينيات وتعزيزها ببوفيدا وإراسو.
    
سيلتافيغو

 لن تكون مهمة الفريق السماوي في ضمان البقاء سهلةً هذا العام مع تفريطه بثلاثةٍ من أهم لاعبيه هم: كرونديلهي وتشارليز ومينا، مع احتفاظ تشكيلة المدرب بيريزو ببعض الأساسيين كنوليتو وأوريلانا وفونتاس، وتعزيزها بدرازيتش وغوديتي والعائد أسباس.
    
مالقا

 سيكون البقاء ضمن جنة الليغا هو الغاية الأسمى لمدرب مالقا خافي غارسيا، مع تشكيلة احتفظت بالنزر القليل من دعائمها ككاميني وداردير وامرابط، مقابل هجرة الغالبية كخوانمي وكاستييخو وسامو وبورتيو وسيرخيو سانشيز، دون أية تعويضات ذات قيمة.
    
إسبانيول

 يعاني نادي كاتالونيا الثاني من أزمةٍ مالية خانقة أرغمته على بيع عددٍ من أساسييه كغارسيا وستواني وكاسيا ومورينو، دون تعويضات تذكر، لذا سيضطر المدرب غونزاليس للتعويل على من تبقى ككايسيدو وفيكتور وابراهام، في موسم لا يعد بالكثير.
    
رايو فايكانو

 تحت قيادة المدرب الطموح باكو خيمينيز، وبتواجد عددٍ من المميزين كمانوشو وتراشوراس والقادمين الجدد إيبرت وبيبي وفارينيا، يأمل نادي العاصمة الصغير بتجديد إقامته في دوري الكبار، مع تطلعاتٍ مشروعةٍ نحو مركزٍ يضمن له الظهور أوروبيًا.

ريـال سوسيداد

 يمكن للنادي الباسكي العريق أن يحلم بأكثر من مراكز الوسط، مع استقرار دفة تدريبه على مويس، الذي يحظى بتشكيلة معقولة تضم بعض الوجوه الخبيرة كغرانيرو وبريتو وفيلا، والشابة ككاناليس ومارتنيز ورولي، والجديدة كجوناثاس وبروما ورييس.  

ليفانتي

 بفريقٍ من اللاعبين المخضرمين كخوان فران ونافارو وأوتشي وفينتورا، يخوض أبناء المدرب لوكاس ألكاراز معترك الليغا كعادتهم بطموحات لا تتعدى الصمود، رغم القيام ببعض الانتدابات الجيدة كفيرزا وتروخيلو وغيلاس وفضال، مقابل رحيل سيسوكو وبارال.
    
خيتافي
 
لا يحلم النادي المدريدي الصغير بأكثر من مقعد وثير وسط الترتيب بعيدًا عن كوابيس الهبوط المعتادة، بتشكيلة عمادها من اللاعبين المعارين كفيلاسكويز وميدران وموي غوميز، ومعهم بعض الأصلاء كسارابيا وليون، تحت قيادة المدرب الجديد فران اسكريبا.
    
ديبورتيفو لاكورونيا

 بوقود من ذكريات مطلع الألفية الجميلة، يأمل أبناء المدرب فيكتور فيرنانديز بمحو سجل تخبطات المواسم الماضية وفتح صفحة جديدةٍ، بالاعتماد على ثلة القدامى بقيادة سيدني وميدنيانين وفابري، والجدد ككارتابيا وألبيرتو وفيصل فجر.
    
غرناطة

 بثورة إحلال وتبديل معتادة، يدخل مدرب الفريق الأندلسي ساندوفال الموسم الحالي بتوليفة من الأسماء الجديدة كإيدغار وكرين ولومبان، والقديمة كروشينا وماينز والعربي، على أمل التمسك بنعيم الأضواء، وتعويض رحيل الثلاثي المؤثر موريلو وإيتورا ونيوم.
    
إيبار

 من الصعوبة بمكان أن تتكرر معجزة الموسم الماضي التي أطاحت بإلتشي وأعادت إيبار، لذا فعلى مدرب الفريق الجديد مينديلبار أن يحسن الدمج بين قدماء التشكيلة كأروبارينا وكابا وآنخيل، ومستجديها كفيردي واسكالنتي وأدريان وبورخا، كي يتجنب الهبوط.

ريـال بيتيس

 عاد النادي الإشبيلي إلى جنة الليغا من الباب الواسع بعد فوزه بلقب الدرجة الثانية، محملًا بطموحاتٍ وثابة تتجاوز مجرد البقاء، مع تشكيلة جيدة يقودها بيب ميل، وتضم مميزين قدامى ككاسترو وسيبايوس وفاديو، وجدد كفان ديرفارت وفارغاس وفيسترمان.
    
سبورتينغ خيخون
 
كعادة معظم الأندية الصاعدة، سيكون الصمود في عالم الأضواء غاية أحلام نادي استورياس، مع تشكيلة متواضعة يقودها مدافع البارسا السابق أبيلاردو، وتضم بعض القدامى ككويار وهيرنانديز وكانيا ورشيد آيت عثمان، والجدد كماسكاريل وسانابريا.
    
لاس بالماس

 يأمل أبناء جزر الكناري بقيادة المدرب باكو هيريرا بتكرار تألقهم في مباراة زاراغوزا الفاصلة، التي ولجوا من خلالها بوابة الليغا بعد غياب طويل، لا يتمنى تكراره المخضرم فاليرون ودافيد غارسيا وأراوخو وزملائهم الجدد ألكاراز وفييرا وغاريدو وفاراس.

القنوات الناقلة

كي لا تكون متعة مشاهدة مباريات الليغا لهذا العام محظورة عن أصحاب الدخل المحدود، الذين لا طاقة لهم بتسديد اشتراكات شبكة “بي إن سبورت” التي تقوم باحتكار هذا الحدث في المنطقة العربية على قنواتها المشفرة، نقدّم لكم جدولاً مفصّلاً يضمّ باقةً من القنوات الأجنبية التي يُتوقع أن تنقل أهمّ مباريات الموسم الجديد من الدوري الإسباني، متمنين لكم أوقاتًا طيبة في متابعة مبارياتها الشيقة:

كما يمكنكم تحميل جدول مباريات الدوري الإسباني لهذا الموسم عبر هذا الرابط