حوار تونس يفوز بنوبل للسلام

o-dialogue-national-facebook

أعلنت لجنة نوبل النرويجية صباح اليوم التاسع من أكتوبر 2015 عن فوز اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس بجائزة نوبل للسلام عن هذا العام، ويعتبر هذا الفوز هو الخامس للعرب في تاريخ الجائزة؛ والأول الذي تحققه مؤسسة لا فرد.

ويمكن وصف هذا الفوز بغير المتوقع بالمرة، خصوصاً وقد كانت قائمة المرشحين تضم أشخاصاً كأنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا، والبابا فرانسيز لدوره في التقارب الأمريكي الكوبي، كل هذا مع الأخذ في الاعتبار بطبيعة الجائزة السياسية وما يتعلق بها من تحيزات.

يأتي هذا الفوز بعد مرحلة أقل ما يمكن أن توصف بها هو اتسامها بالتوتر في تونس، إذ يتربع حزب نداء تونس على عرش السلطتين الرئاسية والبرلمانية في البلد بعد انتخابات توصف بالنظيفة والناجحة، بعد أن قام حزب النهضة والذي سيطر على المرحلة الانتقالية التونسية بتسليم السلطة في الانتخابات؛ نتيجة لتراجع ملحوظ في شعبيته.

تتكون اللجنة بالأساس من أربعة منظمات شديدة الأهمية في المجتمع التونسي، وهي: الاتحاد العام التونسي للشغل تحت قيادة حسين عباسي، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية تحت قيادة وداد بوشماوي، الرابطة التونسية لحقوق الإنسان تحت قيادة عبدالستار بن موسى، والهيئة الوطنية للمحامين تحت قيادة محمد الفاضل محفوظ.

وقد لعبت اللجنة دوراً شديد الأهمية في الحفاظ على المكتسبات الديموقراطية للثورة التونسية، وذلك من خلال العمل المجتمعي والمدني للوصول إلى اتفاق واجتماع سياسي في ظل حالة شديدة الخطورة من التوتر وبدايات العنف في المجتمع التونسي، وقد كان لهجمات العنف التي هزت تونس قبل تشكيل اللجنة أن تؤثر بشكل شديد السلبية على المسار الديموقراطي للبلد لولا جهود اللجنة والمجتمع المدني ككل في تونس لتلافي السيناريوهات العنيفة والمضادة لمبادئ الثورة.

بررت لجنة نوبل للسلام اختيارها للجنة الرباعية بأن “الربيع العربي قد بدأ من تونس، وقد نجحت تونس وحدها من كل دوله بأن ترى انتقالاً ديموقراطياً ضمنه مجتمع مدني نشط”، ووصفت اللجنة بأنها “العامل الرئيسي الذي مهد الطريق لحوار سياسي سلمي وبناء بين كل مواطني تونس لضمان انتقال ديموقراطي جامع وشامل، وديموقراطية دستورية عادلة”.
كما أنهت اللجنة تعليقها قائلة “أنها تتمنى لهذه الجائزة أن تؤكد للشعب التونسي نجاعة الحل الديموقراطي والحوار، وأن تؤكد لكل بلاد العالم نفس الشيء”

أتت ردود الفعل على فوز اللجنة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر من قبل الكثير من الأطراف التونسية من كافة التوجهات في صورة الفرحة والمباركة

كما شملت الردود تهاني من شخصيات عالمية كمحمد البرادعي

وديفد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا

وفرنسوا أولاند رئيس فرنسا